version française ilboursa

مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية يحذر من الخطر الهائل على التجارة العالمية

حذر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" من الخطر الهائل على التجارة العالمية نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية وتأثير التغيرات المناخية مبرزا في بيان له، أن "عرقلة الملاحة البحرية التجارية في البحر الأسود والهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأحمر وتأثيرها في قناة السويس، إضافة إلى تأثير التغيرات المناخية على قناة بنما يهدد وضع التجارة العالمية بصورة كبيرة".

وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد بدأوا منذ شهر نوفمبر 2023 شنّ هجمات على السفن والناقلات التي تستخدم الخط الملاحي (باب المندب – قناة السويس) عبر البحر الأحمر. وأعلن الحوثيون استهداف السفن التي لها علاقة بإسرائيل بسبب الحرب في غزة، إلا أن التوتر في المنطقة تصاعد مع قصف الأميركيين والبريطانيين مواقع في اليمن هذا الشهر لمنع تهديد الملاحة الدولية.

وقالت المنظمة الدولية في بيان لها إن التصعيد في منطقة البحر الأحمر أدى إلى زيادة هائلة في كلف التجارة بما يؤثر سلباً في سلاسل التوريد العالمية، وكان الارتفاع في متوسط ​​أسعار الشحن الفوري للحاويات خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر من العام الفارط بما يزيد على 500 دولار في أسبوع واحد، هو أعلى زيادة أسبوعية على الإطلاق".

وأضافت أن "متوسط ​​الأسعار الفورية لشحن الحاويات من شنغهاي ارتفع هذا الأسبوع بنسبة 122 % مقارنة بمطلع ديسمبر 2023، ما يعني بأكثر من الضعف، في حين ارتفع متوسط أسعار الشحن من شنغهاي إلى أوروبا بنسبة 256 %، أي أكثر من ثلاثة أضعاف، بينما ارتفعت الأسعار إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة أعلى من المتوسط، على رغم أنها لا تمر عبر قناة السويس، بعدما ارتفعت بنسبة 162 %.

وشددت "أونكتاد" على الآثار الاقتصادية البعيدة المدى المترتبة على هذه الاضطرابات، إذ تشكل الانقطاعات الطويلة، بخاصة في شحن الحاويات، تهديداً مباشراً لسلاسل التوريد العالمية، مما قد يؤدي إلى تأخير عمليات التسليم وارتفاع الكلف، في حين أن أسعار الحاويات الحالية تبلغ ما يقارب نصف الذروة خلال أزمة وباء كورونا، فإن نقل أسعار الشحن المرتفعة إلى المستهلكين يستغرق وقتاً، ومن المتوقع أن يظهر التأثير الكامل في غضون عام.

وأكدت "أونكتاد" الدور الحاسم الذي يلعبه النقل البحري باعتباره العمود الفقري للتجارة الدولية، فهو مسؤول عن أكثر من 80% من الحركة العالمية للبضائع والسلع.

ولفتت "أونكتاد" إلى أن "الصراع الدائر في أوكرانيا تسبب في تحولات كبيرة في تجارة النفط والحبوب، ما تسبب في إعادة تشكيل أنماط التجارة الراسخة، في وقت تعاني فيه قناة بنما، وهي قناة محورية للتجارة العالمية، من خفض مستويات المياه، مما أدى إلى خفض مذهل بنسبة 36 % في إجمالي العبور خلال الشهر الماضي مقارنة بالعام الماضي

وتنعكس الأزمة أيضاً في أسعار المواد الغذائية العالمية، إذ من المحتمل أن تؤدي المسافات الطويلة وارتفاع أسعار الشحن إلى زيادة الكلف، ويشكل انقطاع شحنات الحبوب من أوروبا وروسيا وأوكرانيا أخطاراً على الأمن الغذائي العالمي، مما يؤثر في المستهلكين ويخفض الأسعار المدفوعة للمنتجين. ولا يقتصر التأثير في النشاط الاقتصادي في الدول الصناعية المتقدمة، بل إن البلدان النامية معرضة بصورة خاصة لهذه الاضطرابات.

 

تم النشر في 29/01/2024